من ملتاع إلى مرتاح

أخبرني شاب أن مدرساً له بمدينة أكادير قال بكل وقاحة إن آية : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) خطأ أو صفر من ا لناحية العلمية ، فعجبت أن يقول هذا من يدرس أبناء المسلمين في عاصمة سوس العالمة !! ثم ذهب عجبي لما ذكرت أن هذا المخلوق شعيرة في ذيل دابة تولدت من عقود في أرض المسلمين ما بين ضعفهم واستئساد أعدائهم وهاك بعض أقوال أعضاء الدابة الكبار فهذا عميد قلة الأدب العربي يقول إن حديث القرآن والتوراة والإنجيل عن إبراهيم وإسماعيل لا يثبت وجودهما التاريخي ، وقال : إن المفكر الجريء لا يفرق في نقده بين القرآن وبين أي كتاب أدبي آخر .
وقال آخر : آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها ….
ويقول : إن ا لنص في ” في حقيقته منتج ثقافي … ” وأنه يجب تجريده من القداسة قبل الدراسة …
فقلت : للآخر والأولى وعلى الله اتكالي والمعمول ..تَهانِِييا لمرتاح الفؤادِ *** ونَغبطه على نَيل المرادِ

فأنت الحر في قول وفعل *** خطيرٌ في الجدال وفي الجلاد

فحطم كل قيدٍ لا تباليٍ *** وجاوز كلَّ موروث وعادِ

فأنت مثقف سموك حصراً *** وأنت منظِر جمُّ السَّداد

وتوقط عقلنا وتثور فينا*** لنخرج من ظلام ذي سواد

تصحح فهمنا للكون دوماً *** وتُتحفنا بإبداعٍ معاد

فشكراً أيها المبعوث فينا *** وركضاً فوق مضمار الجياد

نِتاجك للتطور خير هادي *** وفكرك للتقدم خير زاد

وجرب كيف شئت فنحن قومٌ *** لنا صبر يعِز على النفاد

أترضى أن نظل على ارتقاب *** طلوعَ الشمس من غرب الأعادي

نعيش الزيف والفوضى وفينا *** أعاجيبُ الرداءة في ازدياد

فيا منكوس سامحني فقولي *** على رَغمي سيعلو باشتداد

أتطعن في الذي سواك خلقاً *** ولو شاء انتميت إلى الجماد

وتُزري بالذي أعطاك عقلاً *** وتجعل قوله مثل العباد

هضمت علوم كل الأرض درساً *** وناطحت السماء بالاعتداد

سُقيت الجهل باسم العلم دهراً *** فلم تدر الصلاح من الفساد

تُحّلل كل ما يجري سريعاً *** وتخطب في الحواضر والبوادي

غريقٌ أنت في سلَسٍ مُريع *** وذهنك يستحَاضُ من المداد

تخاف على مبادئك اتساخاً *** فتُبْد لها بأثوابٍ جداد

أرَحت الهادمين فنُبت عنهم*** وأتعبت الدعاة وكل هادي

بقومك أنت سهمٌ ذو سمومٍ *** وتسهم في جراحات البلاد

وترمي الأبرياء بلا دليل *** وأنت مجمع للعيب بادي

أَمنت عقوبةًٍ فجَرُؤت جداً *** وذا عند الديمقراطيِّّ عادِي

وتملأ فاك مصطلحاتُ غربٍ *** وقد بَلِيت ودُست في الرمادِ

همُ صاغوا بكفر الدين دنيا *** وأنت بَقيت مُزدوج الكساد

تجيد الطعن تصريحاً ولمحا*** وتلبس بعدُ أثواب الحياد

أسفتُ لزعمك الإحسان يوماً *** بِوادٍ أنت والحسنى بوادٍ

ونقدُ الشيء ليس لجاهليه *** تعلم ثم فكر بانتقاد

وهل وحي الإله ككُل قولٍ *** يُعاجَز أو يُعارَض في النوادي ؟

أتحسبه تراثاً أو فنوناً *** لقد قفز الجُحيش بلا قياد

فبعداً يا تقدم ثم سحقاً *** إذا ما كنتَ رهناً بارتداد

دع التفكيرَ إلا كيف تنجو *** سيصلحك التفكرُ في المعاد

فإن المرء يعتدل اتجاهاً *** إذا صح انطلاقاً في المبادي

وفتِّح ناظريك ولا تكابر *** أفِق من سكرةٍ ودعِ التمَادي

ففي القرآن مسطورٌ عظيم *** وفي الأكوان منظور لشادي

وفي التاريخ مأثور ، وكلٌ *** لقلب غير صلبٍ خير هادي

وما بعد الثلاث سوى اتعاظ *** بموت لا يجامل أو يصادي

تكاثرت الخروق ولا خِيَاط *** وهان الفكر في سوق المزاد

وأهل الحق أكثرهم تواروا *** فصار الرد من خير الجهاد

تعاظم تافهونا إذ غفلنا *** وطاروا مثل أسراب الجراد

ولم يُبقوا أصولاً أو فروعاً *** وفاقوا في مراتب الاجتهاد

وظَلتُ بوحشةٍ لا أُنس فيها *** أهامس كل ملتاع الفؤاد

على أمر عظيم قد تفشى *** يُحرم أن نظل على الحياد

فسبحان القدير عظيم حلمٍ *** على الإيذاء من أهل العناد

ويرزقهم ويدعوهم لتوبٍ *** تقدس عن جهالات العباد

أسبح باسمه في كل آن *** وأبقى ما حييت به أنادي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *