عُذْرًا أسُودَ الشَّام . . |شعر: عبد الـمجيد أيت عبو

 

قَرِينَ القَوَافِي عَلاَكَ الضَّجَرْ
غَوَانِـي الـمَعَانِي وخَـمْرُ الكَلاَم
رُوَاؤُكَ وَالسِّحْرُ إِنْ حَلَّ حَزْمٌ
أَلَـمْ يَأْتِكَ الْـخُبْرُ عَنْ مَعْشَرٍ
وَجَمْعٍ سَرَتْ فِيهِ رُوحُ الصُّمُود
تَـجَرَّعَ فِي الظُّلْمِ أَلوَانَهُ
أَلَـمْ تَرَ سُورِيَّا فِي حُزْنِـهَا
أَمَا سَاءَك الفَرْدُ حِيـنَ اغتَدَى
يُلَمْلِمُ فِي البيتِ بَعضَ الأَوَانِـي
أَلَـمْ تُبصِرِ الطِّفْلَ ذَاقَ الأَسَى
وَصَوتَ الثَّكَالَـى وَنَارَ العِدَا
فَأَخْفَى الرَّصَاصُ وَطَعْنُ الْـمُدَى
أَلَـمْ يَسْتَثِرْكَ انْتِهَاكُ الـنِّـسَاء
أَمَا صَاحَ فيكَ اخْتِلاَجُ الشُّعُور
تَهَدَّمَتِ الدُّورُ مِنْ فَوْقِهِمْ
فَشَارِكْهُمُو هَـمَّـهُـمْ وَاعْـتَـزِلْ
فَـيَا أُمَمَ العُرْبِ كُونِـي يَدًا
أَلاَ فَلْنَكُنْ جَسَدًا وَاحِدًا
إِذَا مَا اشْتَكَى العُضْوُ مِن جِسْمِنَا
أَأَبْــطَالَ ســـورِيَّـةَ الأوفِــيَـــاء
كَتَبْتُمْ بِـمُـرِّ الأَسَــى قِـصّـَةً
وَطَعْمُ الْـجِرَاحَاتِ تَارِيـخُكُمْ
سَيروِي البُطُولاَتِ مِن مَـجْدِكُمْ
سـيَـرْسُمُ حَـمْـزَةَ في نَعشِهِ
سَيَرْوِي صُنُوفَ الأَذَى والعَذَاب
سَيروِي الْـهُتَافَاتِ في يَئْسِهَا
فَـمَا غَيْرُكَ اللهُ أَبْقَى لَنَا
سَيَرْوِي التَّجَـبُّـرَ مِنْ أَرعَنٍ
حَرِيصٍ عَلَى الْـخُلْدِ فِي عَرْشِهِ
سَيَنْقُشُ مِنْ بَعْدُ تَاجَ الإِبَاء
تَرَى الطِّفْلَ إِنْ أَوْصَدَتْ أُمُّـهُ
تَفَلَّتَ مِنْهَا بِعَزْمِ الطَّمُوح
ويَسْتَبشرُونَ لِـمَوت الشَّهِيد
وَقَــــدْ وَدَّعُـــــوهُ بـزُغْــرُودَةٍ
سَيَرْوِي تَواطُئَ جَمْعٍ بَغِيض
سَيَكْشِفُ تَارِيـخُـكُـمْ زَيْـفَـنَا
أَنَبْعَ البُطولاَتِ في الشَّامِ عُذْرًا
وعُذْرًا تَـحَجَّرَ فِينَا الشُّعُور
عَجَزْنَا، سَنَفْدِي بِدَمْعِ الـمَآقِي
فَصَبْرًا سَيَنْهَدُّ صَرحُ الأَعَادِي
وَبِـاللهِ لُـوذُوا سَــيــكْـفِـيكُـمُـو
إِذَا الـشَّـعْبُ يَـوْمًا أَرَادَ الْـحَيَاة
يَرُومُ الـطُّـغَـاةُ هَـلاَكَ الـشُّـعُـوب

  وَمِلْتَ لِدَاعِي الْـهَوَى وَالسَّمَرْ
شَغَلْـنَـكَ حَتَّى سَلَبْنَ الفِكَرْ
يَغِيبُ وَإِنْ لاَحَ غَيٌّ حَضَرْ
أَغَارُوا عَلَى الظُّلْمِ لَـمَّا اسْتَعَرْ
فَـمَـا كَلَّ عَن عَزْمِه أَو فَتَـرْ
وَلَيسَ عَلى الظُّلْمِ مِن مُصْطَبَرْ
وثَوْبُ الـحِدَادِ عَلَيهَا انْـتَـشَرْ
بِها جَائِعًا عَاطِشًا وانْحَصَرْ
ليَجْمَعَ فِـيـهِنَّ مَاءَ الْـمَطَرْ
أَلَـمْ تَسمَعِ النَّائِحَاتِ الأُخَرْ
أَطَاحَتْ شَبَابًا زَهَا وَازْدَهَرْ
سَنَاهُمْ وَشَوَّهَ تِلكَ الصُّوَرْ
وَصَوتُ الـحَرَائِرِ يَـحْكِي الأَمَرّ
أَمَا لَكَ فِي جُرْحِهِمْ مُعْتَبَرْ
فَصَاحَتْ عِيَالٌ وَضَاعَتْ أُسَرْ
سَبيلَ الَّذِي قَد جَفَا أو غَدَرْ
فَعِقْدُ التَّوَحُّدِ فِيكَ انْـتَـثَـرْ
تَلاَحَمَ فِيهِ النَّـدَى فَانْجَـبَـرْ
تَدَاعَـــى الـجَمِيعُ لَهُ بِالسَّهَرْ
وَجِيلاً سَمَـا بالإِبَا وافْتَخَرْ
ودَوَّنْتُمُ الــصَّـفَحَاتِ الغُرَرْ
سَيُبْلِغُ عَنكُمْ بِطِيبِ الأَثَـرْ
سَيَحْكِي العَجَائِبَ يَـحْكِي العِبَرْ
وقد قَطَّعُوهُ بِقَلْبٍ حَجَرْ
وأبْشَعَ مَا قَدْ وَعَاهُ البَشَرْ
من العَوْنِ إِلاَّ حِمَاهَا الأَبَـرّ
فَعَجِّلْ بِنَصْرِكَ يَا مَنْ نَصَرْ
أَصَرَّ عَلَى غَـيِّـهِ وَاسْتَمَرّ
كَحِرْصِ الشَّحِيحِ عَلَى مَا ادَّخَرْ
لِشَعْبٍ عَلَى ضَعْفِهِ مَا انْكَسَرْ
عَلَيْهِ الْـمَنَافِذَ خَوْفَ الحَذَرْ
دَعِينِي لَعَلِّي أحُوزُ الظَّفَرْ
وَمَنْ فَارَقَ الأَهْلَ لِلمُستَقَرّ
ودَاعَ الـمُسَافِرِ عِندَ السَّفَرْ
هَوَى الطَّائِـفِـيَّـاتِ فِيهِمْ ظَهَرْ
سَيُعْلِي شُعُوبًا وَيُــدْنِـي أُخَــرْ
خَذَلْنَا فَـجِـئْـنَا بِإحْدَى الكُـبَـرْ
وَعُذْرًا لَقَدْ صَاحَ فِينَا الْـحَذَرْ
سَنُعْلِي الدُّعَاءَ وَنَتْلُوا السُّوَرْ
سَيُمْحَى الدُّجَى بِالصَّبَاحِ الأَغَرّ
مَـجَـازِرَ بَــــشَّـارَ رَبُّ الـبَـشَرْ
وَلَـمْ يَـتَّـقِ اللهَ ضَــلَّ الأَثَــرْ
وَلَـنْ يَــسْـتَـجِـيبَ لِـبَـاغٍ قَـدَرْ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *