هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي الدمشقي1 كنيته أبو عمران على الأصح2 قاضي دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك3 وإمام أهل الشام في القراءة، والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها بعد (وفاة أبي الدرداء)،4 كان إماما كبيرا وتابعيا جليلا أم المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده.
فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين وجمع له بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق دار الخلافة ومحط رحال العلماء والتابعين.
فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول الذين هم أفاضل المسلمين5.
مولده
يقال ولد عام الفتح وهذا بعيد، والصحيح ما قاله تلميذه يحيى بن الحارث الذماري أن مولده سنة إحدى وعشرين.
أصله
الأصح أنه عربي ثابت النسب من حمير7 وليس في القراء السبعة ولا في العشرة من العرب غيره وغير أبي عمرو والباقون هم موالي8.
ثناء الناس عليه
قال أبو علي الأهوازي كان عبد الله بن عامر إماما عالما ثقة فيما أتاه، حافظا لما رواه، متقنا لما وعاه، عارفا فهِما قيما فيما جاء به، صادقا فيما نقله، من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجلة الراوين لا يتهم في دينه، ولا يشك في يقينه، ولا يرتاب في أمانته، ولا يطعن عليه في روايته، صحيح نقله، فصيح قوله، عاليا في قدره، مصيبا في أمره، مشهورا في علمه، مرجوعا إلى فهمه، ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولا يخالف الخبر9.
وقال أحمد بن محمد الجزري: إمام كبير وتابعي جليل10.
قال الداني: كان عالما قاضيا صدوقا، اتخذه أهل الشام إماما في قراءته واختياره11.
وقال ابن الجزري: كان إماما كبيرا وتابعيا جليلا وعالما شهيرا12.
قراءة ابن عامر والآفاق التي تقرأ بها
قال ابن مجاهد: على قراءة ابن عامر أهل الشام وبلاد الجزيرة إلا نفرا من أهل مصر فإنهم ينتحلون قراءة نافع والغالب على أهل الشام قراءة ابن عامر13.
مواقفه
قال يحيى الذماري: كان ابن عامر قاضي الجند، وكان على بناء مسجد دمشق، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها14.
وفاته
مات ابن عامر رحمه الله سنة 118هـ15.
إلى هنا انتهت الحلقة وقد بقي فيها ما يتعلق بأسانيد ابن عامر وشيوخه وتلاميذه الآخذين عنه، وهذا موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله، فترقبوه.
————–
1- شرح طيبة النشر ص:8.
2- تهذيب الكمال 15/143.
3- التيسير للداني ص:5.
4- إحكام الأحكام في تجويد القرآن ص:522
5- النشر 1/167، غاية النهاية 1/188.
6-7 السير للذهبي 5/292.
8- التيسير للداني ص:9.
9- غاية النهاية 1/188.
10- شرح طيبة النشر ص:8.
11- التهذيب 5/241
12- النشر 1/167.
13- السبعة لابن مجاهد ص:85.
14- السير 5/292.
15- طبقات خليفة بن خياط ص:311.