بالأمس ودَّعنا عاما دراسيا انقضى، واليوم افتتحنا عاما جديدا، جديدا من حيث زمنه، قديما من حيث إكراهاته، إذ ما يزال قطاع التعليم يعيش بين هشاشة البنيات، وتربص العلمانيين، حتى أصبح لوجهة النظر القائلة بجعل وزارة التعليم هي الأخرى من وزارات السيادة صدى إيجابيا، حيث من شأنها أن تحد من عبث العلمانيين بعقول أبنائنا، خصوصا في هذه الآونة التي تعرف ضغوطا دولية على دول العالم الإسلامي حتى يغير مناهجه التعليمية وفق الشكل الذي يخدم مصالح الدول الكبرى المتسلطة.
ولعلي أسلط الضوء على خطورة تربص العلمانيين بقطاع التعليم من خلال إطلاع القراء الكرام على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بخصوص امتلاك أحد حاخامات اليهود لحل سحري من شأنه أن ينهي الصراع العربي-الصهيوني، وقد نشر الخبر كالآتي:
أكد الحاخام اليهودي “مردخاي فرومار” للمستمعين في أحد المعابد اليهودية أنه يمتلك حلاً سحريًا للصراع العربي الصهيوني، معتبرًا أن هذا الحل سيؤدي في حال تنفيذه إلى إنهاء الصراع الصهيوني مع الإسلام تمامًا.
وأعلن الحاخام لوسائل الإعلام التي لاحقته، أن لديه في الواقع ثلاثة حلول لإنهاء الصراع “الإسرائيلي” مع المسلمين، ولكن الحل الأقرب إلى قلبه وعقله هو: أن تبذل الدوائر الصهيونية في “إسرائيل” والعالم كله قصارى جهدها من أجل علمنة المجتمع الإسلامي كله بحيث يتم القضاء نهائيًا على كل أسس وتعاليم وتاريخ الإسلام على أن يتم ذلك عن طريق نشر فنون الجنس والإباحية ونشر ثقافة الدعارة في أوساط المسلمين.
وأشار إلى أن جميع هذه الوسائل ستؤدي إلى نزع الإسلام من صدور المسلمين وتحويلهم إلى مجتمعات علمانية بحته لن تبحث أبدًا خلف مقدساتها الإسلامية.
وأضاف أنهم سيسارعون حينذاك إلى بناء علاقات قوية مع “إسرائيل” وأمريكا والغرب من أجل الحصول على أحدث التقنيات الجنسية، وعلينا حينذاك أن نستخدم الإنترنت بشكل أكبر من أجل ترويج الأفلام والفنون الجنسية التي تسيطر على حماس شباب المسلمين حتى يصبحوا أكثر اقترابًا من الغرب ويبتعدوا تمامًا عن ثقافتهم الإسلامية.
وبحسب مجلة “عقيدتي” المصرية، أردف قائلاً: “إن على إسرائيل أن تنسى تمامًا أية محاولة للتخلص من المسلمين عسكريًا، فلن تبلغ ذلك أبدًا طالما تبقت بداخلهم أدنى علاقة بهويتهم الإسلامية.. ولكن إسرائيل تستطيع عقب علمنتهم التخلص منهم بسهولة منقطعة النظير، لذلك علينا فقط من اليوم دفع العاهرات إلى المجتمعات الإسلامية وعلينا أيضًا ترويج الأفلام ومواقع الإنترنت الجنسية”.
وأنهى حله السحري بقوله: “وعلينا شحذ حماسة المرأة المسلمة نحو تجميل نفسها وارتداء أقل الملابس حتى تكون أكثر فتنة للرجال.. وعلينا أن نضع في ذهن كل امرأة مسلمة أن إنجاب أكثر من طفل أو طفلين يذهب بجمالها.. وأن على المرأة المسلمة أن تعمل على الاهتمام بإظهار جمالها وليس ارتداء الحجاب الذي يغطي ذلك الجمال، ولنعمل على أن تسير كل امرأة مسلمة وهي عارية البطن”.
واعتبر أن “المستقبل للعلمانية وليس للدين وعلى إسرائيل البحث عن العناصر المسلمة العلمانية وتقويتهم وإثارة حماسهم للعمل في إطار خطة علمنة المجتمع الإسلامي وعلى إسرائيل في الوقت نفسه الترويج عالميًا إلى أن الدين اليهودي هو الدين الحقيقي الوحيد في العالم كله!!”
من خلال ما سبق ينبغي الحذر كل الحذر من أن يبقى قطاع التعليم في أيدي العلمانيين، دون رقابة صارمة من طرف أجهزة الدولة، والجمعيات الغيورة على دينها خصوصا وأن هذا القطاع قد ناهز العقد من الزمن وهو رازح تحت أيدٍ علمانية تعمل الليل مع النهار حتى تغير المناهج والمقررات وفق ما يخدم علمنة المغرب، متعاونة في ذلك مع منظمات تتخفى وراء دعم ثقافة حقوق الإنسان، بينما هي في الحقيقة تدعو بصراحة أو قل بوقاحة إلى ترسيخ أسس العلمانية في المغرب من خلال تقاريرها والتي كان آخرها تقرير بعنوان: “وثيقة باستنتاجات وخلاصات وشبكة قراءة كتب مدرسية من زاوية ثقافة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين” والذي انتقد كل ما يمت إلى الإسلام بصلة أو إلى الهوية الإسلامية بعلاقة، وطالب بتغييره وفق منظور الثقافة التي يدعو إليها واضعو التقرير.
فالحذر الحذر، قبل أن يفوت الأوان.