جمعية الشبان المسلمين وحادث البربر في المغرب الأقصى

على إثر ما وصل للمشرق من استفحال أمر عملية تنصير البربر تحقيقا للظهير البربري، قامت جمعية الشبان المسلمين بعقد اجتماع خاص كان من نتيجته نشر بيان إلى العالم الإسلامي المنشور في صدر العدد 214 من مجلة الفتح لصاحبها محب الدين الخطيب.

لما استفحل الخطب في المغرب الأقصى بسبب إصرار السلطة الفرنسية على تنفيذ سياستها التي ترمي إلى تنصير العنصر البربري وشرع أعوانها من أبناء المسلمين يراوغون ويخادعون تقربا إليها وابتعادا عن الله، دعت جمعية الشبان المسلمين في القاهرة جماعة من أهل الفضل لتطلعهم على حقيقة الحال لأن فرنسا احتاطت بكل أسباب الحيطة لمنع ذيوع هذه الحقائق في العالم الإسلامي.
وفي مساء الثلاثاء انعقد في دار جمعية الشبان اجتماع مهم، افتتحه رئيس الجمعية العام بكلمة تناسب المقام، ثم تلا كاتب هذه السطور صاحب الفتح، رسائل واردة من بلدان مختلفة في المغرب الأقصى تصف حقيقة الحال حتى كأن السامع يراها.
وتكلم بعض أفاضل الحاضرين فزادوا الأمر بيانا يشرح السياسة المتبعة في تلك الديار فيما يتعلق بالعربية والإسلام، وأشير إلى مقال صدر في (الأخبار) قبل ثلاث سنين على عهد صاحبها المرحوم أمين بك الرافعي بتوقيع الفاضل (الفاروقي)، وفيه إنذار بالحقائق التي وقعت الآن، وكان عنوان ذلك المقال (الحرب الصليبية في القرن العشرين؟)، ثم خطب الكاتب الخطيب الأستاذ محمد الههياوي خطبة بليغة أشار فيها إلى المناقشة التي دارت في العام الماضي في مجلس النواب الفرنسي، وكان من نتيجتها زيادة في الميزانية لمساعدة إرساليات التنصير، فظهر الآن أن هذه الإرساليات إنما أعدت للقسم الجنوبي من المغرب الأقصى.
وبعد مداولات وبيان لحقائق كثيرة قرأ صاحب الفتح الصيغة النهائية للنداء الذي نشرناه في صدر العدد الماضي من الفتح ووقع عليه الحاضرون.
وقد فاتنا أن نذكر في العدد الماضي أن في مقدمة الموقعين على النداء حضرة العلامة الجليل صاحب الفضيلة الشيخ يوسف الدجوي من هيأة كبار العلماء، ورئيس جمعية النهضة الإسلامية، وكذلك فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار وكيل جمعية الشبان المسلمين، والأستاذ محمد أحمد الغمراوي كاتم سر الجمعية العام، ومؤلف كتاب النقد التحليلي وعشرات غيرهم، وسيذاع هذا النداء على جميع بلاد العالم الإسلامي مطبوعا على حدة باللغات العربية والأوردية والجاوية والفارسية، وموقعا عليه بأسماء علية أهل الفضل في وادي النيل.
وسيثابر المسلمون على نشر الحقائق إلى أن تعدل فرنسا عن هذا العمل المقضي عليه بالفشل إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتاب “الحركة الوطنية والظهير البربري” لجامعه ومؤلفه الحاج الحسن بوعياد (ص: 64-65).

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *