فوائد زيت الزيتون الصِّحية
أكّدت دراسة دانمركية قام بها فريق من الأطباء والباحثين بمستشفى كوبنهاكن، ونشرتها مجلة الجمعية الأمريكية للبيولوجيا التجريبية(American Societies for Experimental Biology) ، دور زيت الزيتون في الحماية من العديد من الأمراض الخطيرة، ومن أهمّها السرطانات، وقد تناولت الدراسة 180 شخص من 5 دول أوروبية مختلفة (من شمال وجنوب أوروبا)، وذلك قصد دراسة مفعول الاستعمال اليومي لمقدار 25 “ميلي لتر” من زيت الزيتون ضمن النظام الغذائي، وأثره على الصحة، وذلك بتتبع تأثيره على نسبة مادة 8oxodG المتواجدة في الدم، والتي لها علاقة مباشرة بنسبة الخلايا المؤكسدة والمدمرة في الجسم، بحيث ترتفع نسبتها كلما كان عدد الخلايا المؤكسدة أكثر، مما يشير إلى احتمال تعرض الجسم للسرطانات والطفرات التي تسبب الأورام الغير حميدة.
وقد بيّنت نتائج هذه الدراسة العلمية أن الفئة التي كانت تتناول هذا المقدار من زيت الزيتون يوميا، كانت نسبة هذه المادة منخفضة عندهم بشكل ملحوظ.
وكان الهدف من إجرائها، هو تفسير الفرق في نسب السرطانات بين مناطق جنوب أوروبا التي يتواجد بها زيت الزيتون بشكل وافر، ويدخل ضمن العادات الغذائية لسكانها، مع انخفاض نسبة السرطانات، مقارنة مع دول شمال أوروبا التي تفتقر إلى هذه المادة الغنية والمضادة للأكسدة، وتعاني من ارتفاع عدد حالات السرطان.
ويعزى هذا المفعول إلى احتواء زيت الزيتون على ما يسمى بمتعددات الفينولات (Polyphénols)، خصوصا منها:(hydroxytyrosol) و(Tyrosol)، التي تقي من تغيرات الـADN، وأكسدة الكولسترول، وتدمير الخلايا.
وعموما، هناك مسألة مشهورة في مجال الطب وعلم التغذية، وهي ما يسمى بـ: “النظام الغذائي المتوسطي” (Régime méditerranéen)، وهو النظام الذي يغلب على الدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ويرجع إلى طبيعة مناخها وتضاريسها التي تمنح لها ثروات غذائية مهمة ومتميزة جدا، ومن بينها أشجار الزيتون، وكذا الخضروات، والفواكه، والثروات السمكية وغيرها، مما يجعلها تعتمد عليها بدرجة كبيرة في وجباتها اليومية.
ويعتبر هذا النظام الذي يتميز بغلبة نسبة الأغذية النباتية، واستعمال الخبز كمادة أساسية، وكذا قلة تناول اللحوم الحمراء نسبيا، يعتبر من أفضل الأنظمة على الصعيد العالمي، ويلعب دورا كبير في الوقاية من أمراض القلب والشرايين وكذا السرطانات وغيرها من أمراض العصر المتفشية في السنوات الأخيرة، بسبب تغير العادات الغذائية للشعوب، مواكبة لما شهده التطور التكنولوجي في مجال الصناعة الغذائية على وجه الخصوص، إضافةً إلى التغيرات الاجتماعية والسلوكية التي تؤثر على مجال التغذية بشكل بالغ.
وهذا كله، يبين أن تناول زيت الزيتون بشكل يومي، وإعطائه أولوية ضمن البرنامج الغذائي، يعتبر عاملا مهما للوقاية من تدمير الخلايا الناتج عن تناول مواد مؤكسدة ومسرطنة (كالملونات الغذائية، ومواد التحفيظ، والمنهكات الصناعية، وغيرها)، وبالتالي خفض نسبة تعرضها للإصابة بالسرطانات.
نتطرق الآن إلى مسألة مهمة جدا تتعلق بفوائد أخرى لزيت الزيتون، وهي مما أشرت إليه أعلاه، من كونها تدخل من بين المواد الأساسية التي تحمي من أمراض القلب والشرايين، ويرجع ذلك لاحتوائها على دهون تسمى: “دهون أحادية غير مشبعة”(Graisses mono insaturées) .
هذه الدهون، ليس لها تأثير كبير على مادة الكولسترول (كما هو حال متعددة الفينولات)، في حين أنها تحمي بشكل كبير من أضرار الدهون المشبعة الحيوانية المضرة التي نتناولها في اللحوم الحمراء بالخصوص، علما أنه من الملاحظ حصول تغيُّر كبير في العادات الغذائية في الدول المتوسطية، وتخلي الناس عن “النظام الغذائي المتوسطي” المذكور، بسبب تحسن الظروف المعيشية، والتطور الملحوظ في مجال البيع والتسويق للمنتجات المعلبة، والوجبات الجاهزة، مع اعتماد اللحوم الحمراء كعامل أساسي في مختلف الوجبات، وهذا أمر في غاية الخطورة، وهو مشاهد حتى في بلدنا، مما يقتضي ضرورة تغيير العادات الغذائية، وتوعية المجتمع بمخاطرها.
وفي الختام، أشير إلى مسألة مهمة جدا، وهي أن زيوت الزيتون، ليست كلها متساوية في القيمة الصحية، وفي نسب مضادات الأكسدة والدهون التي أشرت إليها آنفا، بل تختلف باختلاف الجودة والأنواع، والفصول والمصدر والمناخ الذي نشأت فيه، فيجب الحرص على استعمال زيت زيتون ذات جودة عالية، والمداومة عليها بشكل يومي، بما لا يقلُّ عن ملعقة في كل يوم، مع إدماجها في مختلف الوجبات، والأطباق التي يمكن أن تتناسب معها في مجال الطبخ.
وللفائدة، أشير إلى أنه بإمكانكم استعمال زيت الزيتون في القلي، بشرط ألا تتجاوز درجة حرارتها 180 درجة، وهذا يعني ألا تصل إلى مستوى التبخر وإصدار الأدخنة الناتجة عن احتراقها، وكذلك يمكن استعمالها في وجبة الطاجين المعروف في بلدنا، على أن يستعمل الماء فقط في البداية، ولا تضاف الزيت إلا قبيل إزالة الطاجين من فوق النار.
التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة
أرجع باحثون بريطانيون الشيخوخة المبكرة الناجمة عن سنوات طويلة من التدخين إلى زيادة في نوع من البروتينات يسبب فقدان الجلد لمرونته. وتتسبب الكيماويات التي يحتوي عليها التبغ في أضرار خطيرة على الجلد تجعل المدخن يبدو أكبر سنا مما هو عليه.
وكان العلماء على دراية بتأثير التدخين على الجلد ولكنهم لم يعرفوا كيفية حدوثه وأسبابه، إلا أن بحثا قام به أطباء في كلية جايز كينغز أند سانت توماس للطب في لندن ربما يساعد في تقديم تفسير لهذه الحالة.
وكان أنتوني يونغ أستاذ علم الأحياء وفريقه يدرسون تأثير ضوء الأشعة فوق البنفسجية على الجلد عندما أدركوا أن المدخنين لديهم معدلات عالية من بروتين يسمى اختصارا برمز إم.إم.بي/1 يقوم بتفتيت الكولاجين وهو عنصر مهم في المحافظة على مرونة البشرة.
وقال يونغ “يظهر لدى المدخنين بشكل أعلى من غيرهم الجين الذي يفرز إنزيم إم.إم.بي/1 المعروف أنه يفتت الكولاجين وهو بروتين البناء الرئيسي في الجلد.. نرى أن السبب وراء ظهور المدخنين أكبر سنا هو تنشيط هذا الجين ببعض مكونات دخان التبغ”.
غير أن يونغ وفريقه ليسوا متأكدين من المادة الموجودة في التبغ والتي تنشط هذا الجين، ولكنهم يشتبهون بأنها مثل الكيماويات المسببة للسرطان إذ ثبت وجود صلة أيضا بين إنزيم إم.إم.بي/1 والمرض.
التدخين السلبي يقتل 600 ألف سنويا
كشفت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن التدخين السلبي، وهو استنشاق دخان السجائر من قبل غير المدخنين، يقتل نحو 600 ألف شخص سنويا في أنحاء العالم، وهو ما يعادل وفاة واحدة من بين كل 100 حالة وفاة بسبب التدخين.
ووفقا للدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها لتقييم آثار التدخين السلبي حول العالم فإن الأطفال أكثر تعرضا للتدخين السلبي من أي فئة عمرية أخرى، ونحو 165 ألفا منهم يموتون سنويا بسببه.
ووفقا للخبراء الذين شاركوا في الدراسة يقع ثلثَا هذه الوفيات في أفريقيا وجنوب آسيا. وتشير الدراسة إلى أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي يحدث في الغالب أثناء وجودهم في المنزل.
وتوصل الخبراء إلى أن 40% من الأطفال و33% من الرجال غير المدخنين و35% من النساء غير المدخنات كانوا عرضة للتدخين السلبي في مختلف أنحاء العالم عام 2004.
وقدر الخبراء أن هذا التعرض السلبي للتدخين تسبب في 379 ألف وفاة بأمراض القلب، و165 ألف وفاة بأمراض الجهاز التنفسي و36900 وفاة بالربو و21400 وفاة بسرطان الرئة.